التاريخ المصري ملئ بالأحداث والحكايات ولكي نتعرف جيداً على مدى عظمة بلادنا وعراقتها يجب علينا أولاً أن نقرأ تاريخه ونفهمه ... وسوف نذهب سويا - في هذه المقالة - بآلة الزمن إلى مصر القديمة لكي نتعرف معاً على تاريخها منذ أقدم العصور
قسم المؤرخ المصري القديم مانيتون تاريخ مصر الفرعوني إلى ثلاثين أسرة حكمت مصر بالتوالي، كما قسم المؤرخون التاريخ الفرعوني إلي ثلاثة أقسام فارقة في تاريخ مصر وهي الدولة القديمة والدولة الوسطي والدولة الحديثة
العصر العتيق ( الأسرتان 1 - 2)استطاع مينا (نعرمر) حوالي سنة 3200 ق .م تحقيق الوحدة السياسية لمصر، و أستطاع أن يؤسس أول أسرة حاكمة في تاريخ مصر الفرعونية، و قد أراد مينا أن يؤمن وحدة البلاد فأقام مدينة قرب رأس الدلتا أسماها "إنب حدج" أي الجدار الأبيض، وقد تغير اسمها لاحقا في عصر الأسرة السادسة إلى "من نفر" والتي تعني ثابت وجميل والتي حُرفت لاحقا إلى "ممفيس" ثم إلى "منف" (قرية ميت رهينة حاليا بالقرب من البدرشين محافظة الجيزة).
الدولة القديمة ( الاسرات 3 – 8 ) عصر بناة الاهراميعد عصر هذه الدولة فترة شباب مصر التي تميزت بالأستقرار والأمن والسلام، مما يسر تقدمها إقتصادياً وثقافياً وفنياً، وقد انعقد لواء الحكم لملوك الدولة القديمة من بناة الأهرامات حوالي 2800 ق . م بعد أن انتقل عرش البلاد إلى الملك "جسر" المعروف باسم زوسر صاحب أقدم هرم معروف وهو الهرم المدرج بسقارة، وازدهرت حضارة مصر في عصر الدولة القديمة، وليس أدل علي ذلك من هرمي الملك "سنفرو" في دهشور وأهرامات الجيزة الضخمة للملوك خوفو وخفرع ومنكاورع.
وظلت للملكية هيبتها في عصر الاسرة الخامسة وملوك هذه الفترة عرفوا باسم أبناء الشمس لانهم اتخذوا من الإله رع دعاية سياسية لهم وقد ظهر ذلك في بردية خوفو والسحرة المعروفة باسم بردية وستكار، وكذلك اهتموا ببناء معابد الشمس الموجودة في قرية أبوصير مركز البدرشين محافظة الجيزة.أما عن الاسرة السادسة فقد اتسمت بالاستقرار خصوصا في عصر الملك "تتي" الذي بنى مجموعته الهرمية في سقارة حتي عصر الملك بيبي الثاني الذي طالت فترة حكمه للبلاد إلي أن عمت الفوضى ودخلت مصر في فترة عدم استقرار خلال الأسرتين السابعة والثامنة التي أدت بدورها إلى عصر الانتقال الأول.
عصر الانتقال الاول (الأسرات 9 – 10)بدأ هذا العصر حين انفلت زمام الحكم من يد الملك المصري وشبت نيران الحرب الأهلية وتنازع الأمراء على العرش فيما بينهم فيما يُعرف باسم الصراع الطيبي الإهناسي نسبة إلى كل من طيبة وإهناسيا المدينة التي أعن حكام كل منهما نفسه ملكاً في مقاطعته.
الدولة الوسطى (الأسرات 11 – 12) عصر الازدهارتمكن "منتوحتب نب حبت رع" أمير طيبة بضم كل البلاد تحت حكمه، كما قام بتأسيس حكومة قوية نجحت في توطيد النظام و استتاب الأمن مما ساعد علي انتعاش البلاد اقتصادياً وتقدم الفنون والعمارة حتى جاء ملك عظيم هو "أمنمحات الأول" صاحب الفضل الأكبر في بناء النهضة التي ظهرت أيام الدولة الوسطي، ومن أشهر ملوك هذه الفترة سنوسرت الثاني و سنوسرت الثالث و كذلك الملك أمنمحات الثالث.
عصر الانتقال الثاني (الاسرات 13 – 17)بسقوط الأسرة الثانية عشرة كثر تطلع كبار الموظفين وقواد الجيش إلي العرش، وكانت النتيجة الحتمية لاضطراب أحوال البلاد وتفككها وضعف حكومتها أن سقطت فريسة في يد عدو متربص لها إذ دهمها المغيرون من القبائل الرعوية التي كانت تسكن في فلسطين و أطلق عليها اسم "حكاو خاسوت" - التي تعنى في اللغة المصرية القديمة حكام البلاد الأجنبية - الهكسوس واجتاحوها بسهولة، فلما أخذت قوة الهكسوس في الضعف، هب أمراء طيبة يكافحون في سبيل استرداد حرية بلدهم المسلوبة وقد كتب الله لهم النجاح وتمكن أحمس الأول من الإستيلاء علي عاصمتهم أواريس في الدلتا وطردهم من البلاد.
الدولة الحديثة ( الاسرات 18 – 20 ) عصر الإمبراطورية المصرية أو العصر الذهبيبعد أن طرد الملك أحمس الأول الهكسوس رجع إلي بلاده حيث قضي علي ثورات النوبيين جنوباً واتجه إلي الإصلاح الداخلي في البلاد واهتم بإنشاء جيش عامل منظم وسلحه بكل الأسلحة المعروفة في ذلك الوقت وزودوه بالعجلات الحربية. ويعد تحتمس الثالث أشهر محاربي هذه الفترة كذاك كان الملك اخناتون صاحب العقيدة المعروفه باسم عقيدة أتون من أشهر الملوك والملكة الشهيرة حتشبسوت التي نستطيع أن نفهم من فترة حكمها كيف كانت المرأة المصرية القديمة، أما عن الملك رمسيس الثاني فهو من أشهر ملوك هذه الدولة وتعتبر حروبه آخر المجهودات التي بذلها ملوك الدولة الحديثة في سبيل المحافظة علي الوحدة بين بلاد المنطقة وقد أنتهت خصومتة مع ملك الحيثيين بتوقيع معاهدة عدم إعتداء بين العاهلين بعد أن عجز أحدهما عن إحراز أي نصر كامل في معركة قادش وتعد هذه المعاهدة من أوائل معاهدات السلام في التاريخ. وبعده ابنه الملك مرنبتاح وحروبه الخارجيه ضد شعوب البحر. ومع ذلك فقد أخذ مركز الملك المصري في الضعف وتعددت غارات الليبيين وشعوب البحر المتوسط علي مصر وكان من أشد تلك الغارات خطراً ما وقع منها في عهد رمسيس الثالث ولكن الجيش المصري صد تلك الغزوات و رد أصحابها مدحورين، وقد اختتمت الدولة الحديثة أيامها حين تلاشت سلطة الملك المصري تماماً وازدادت قوة الكهنة إلي أن دخلت مصر في فترة العصر المتأخر.
العصر المتأخر ( الأسرات 21 – 30)لاشك أن عوامل انهيار الدولة الحديثة قد أثرت على التوازن الحضاري، وجلبت معها الانهيار للبلاد، وانتقال الحكم من الأسرة العشرين إلى الأسرة الحادية والعشرين بعد وفاة رمسيس الحادي عشر، وانقسم حكم مصر من جديد إلى جزئين أو دولتين، دولة في الشمال يحكمها سمندس وعاصمتها تانيس (صا الحجر) في شرق الدلتا، ودولة في الجنوب يحكمها حريحور وعاصمتها طيبة، وقد تعاقب علي حكم مصر مجموعة من الغزاة في هذه الفترة منهم الليبيين والنوبيين والفرس وأخيرا الإسكندر الأكبر 332 ق . م، وقد برزت أسرة مصرية حاكة في هذه الفترة العصيبة وهي الأسرة السادسة والعشرين والتي عُرفت العصر الصاوي أو عصر الإحياء والتي حاول ملوكها إحياء الفن والعمارة والديانة المصرية القديمة.
وقد ظلت مصر تحت حكم الفرس حتي جاء الي مصر الاسكندر الاكبر الذي سعي الي نشر الحضارة الهلينية في العالم والذي دخل الي مصر و نصبه الكهنة فرعونا حسب التقاليد المصرية.
العصر البطالمي في مصر : بعد وفاة الإسكندر الأكبر تقاسم قواده المملكة فيما بينهم وقد استطاع بطليموس الأول أن يفوز بحكم مصر وقد استمر الحكم البطلمى لمصر ثلاثة قرون ابتداءاً من بطميوس الأول حتي أخر ملوكهم وهي الملكة كليوباترا السابعة صاحبة قصص الحب الشهيرة مع كل من قيصر ومارك أنطونيوس والتي انتهت بسقوط مصر على يد القائد الروماني أكتافيوس في معركة أكتيوم البحرية التي كانت عام 31 ق . م .
العصر الروماني: بعد موقعة أكتيوم البحرية أصبحت مصر تحت الحكم الروماني، وظلت مصر فترة كبيرة من الزمان تحت الحكم الروماني لها والتي دامت لفترة تربو علي سبعة قرون وقد عانت مصر فيها من الفساد والاستبداد والاضطهاد في هذه الحقبة من الزمن .الحكم العربي الإسلامي: جاء الفتح العربي الإسلامي علي يد القائد العربي عمرو بن العاص عام 641 م وبعدها اصبحت مصر جزءاً من العالم العربي والاسلامي و قدتعاقب عليها الحكام المسلمون وحكمها الولاة من قبل الدولة الإسلامية سواء الأيوبية أو العباسية حتي استقل بها أحمد بن طولون وأسس بها الدولة الطولونية ومن بعده الدولة الاخشيدية ثم الفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية وأخيرا الأسرة العلويه وقد أسسها محمد علي في عام 1805 و قد كان أخر من حكم مصر من أفراد هذه الاسرة الملك فاروق الذي بانتهاء عهده تنتهي الملكية في مصر و يبدأ عصر الجمهورية في عام 1952.
الجمهورية: كان اللواء محمد نجيب هو أول رئيس لمصر تلاه الرئيس جمال عبدالناصر ثم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأخيرا الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك الذي قامت في عهده ثورة 25 يناير 2011 م.
ولا تزال مصر القديمة تعيش فينا - حتى الآن - فالكثير من عاداتنا هي عادات مصرية قديمة، وتلك الألفاظ التي نستخدمها في حياتنا اليومية هي ألفاظ مصرية قديمة ... فمصر هي بداية الحكاية
وتستمر الحكاية ... اللهم احفظ مصر وأهلها
No comments:
Post a Comment