أبوصير حيث تلتقي الحياة بالموت
التسمية والموقع
هناك العديد من المراكز الحضارية والأثرية في
مصر تحمل اسم أبوصير والتي اشتق اسمها من اللغة المصرية القديمة "بر أوزير "والتي تعني مقر أو بيت أوزير. ولعل أهم وأشهر تلك
المواقع التي تحمل اسم أبوصير تلك التي تتبع مركز البدرشين بمحافظة الجيزة، فهي جزء
من جبانة منف – التي تمتد من أبورواش شمالا وحتى ميدوم جنوبا – والتي ساهم موقعها
المتوسط كجزء من جبانة منف وإمتدادها الطبيعي لجبانة سقارة من جهة الشمال في
ثرائها.
أبوصير هي ذلك الموقع الذي سُمي تيمناً بالمعبود "أوزير" معبود العالم الآخر في مصر القديمة، كما أن به أشهر معابد الشمس المكرسة للمعبود "رع" معبود الشمس ... على أرض أبوصير يلتقي الموت والحياة
أبوصير عبر العصور
وقد استخدمت جبانة أبوصير منذ العصر العتيق (الأسرتين الأولى والثانية)،
حيث كشفت حفائر كلية الأثار جامعة القاهرة بقيادة الآثاري العظيم "علي رضوان" شمال معبد الشمس للملك ني وسر رع عن
جبانة من عصر الأسرة الأولى لموظفين من الطبقة الوسطى.
واستمر استخدامها في عصر الدولة القديمة في عصر الأسرتين الثالثة
والرابعة، وقد علا شأنها في عصر الأسرة الخامسة حين اختارها الملك أوسركاف لبناء
معبد الشمس الخاص به، وقد أصبحت أبوصير مركزاً لعبادة معبود الشمس رع وتجمع كهنته
خاصةً بعد بناء الملك ني وسر رع معبدا للشمس هو الأخر. كما أن أبوصير أصبحت جبانة
ملكية لمعظم ملوك الأسرة الخامسة (ساحورع – نفر إير كا رع – ني وسر رع – نفر اف رع
– والملكة الأم خنتيكاوس) والعديد من كبار الموظفين في عصر الأسرة الخامسة وأهم تلك المقابر مقبرة الوزير "بتاح شبسس"، ولا
تزال حفائر البعثة التشيكية تكشف اللثام عن كنوز منطقة أثار أبوصير ومقابر كبار
رجال الدولة من عصر الأسرة الخامسة شمال أبوصير.
واستمر تاريخ أبوصير حيث استخدمت في عصر
الدولة الحديثة حيث عثر على مجموعة من المقابر الصخرية بالقرب من مساكن قرية
أبوصير الحالية ناحية الجنوب.
وقد عُثر على مجموعة من مقابر الأبار لكبار موظفي العصر المتأخر والعصر الفارسي، وأهم تلك المقابر هي مقبرة "إيوف عا" ومقبرة "وݘا حور رسنت".
وقد ازدادت أهمية المنطقة في العصر الصاوي حيث عُثر على جبانة الحيوانات المقدسة – سراديب القرود والصقور والبقرة المقدسة – وتقع هذه الجبانة شمال شرق السيرابيوم. وتؤرخ جبانة الحيوانات المقدسة ببداية عصر الأسرة 26 وحتى نهاية العصر البطلمي حيث تؤرخ أخر دفنة بعهد الملكة كليوباترا السابعة.
وظلت أبوصير مستخدمة في العصر القبطي حيث عثر
على بقايا أشغال من العصر القبطي بمعبد الملك ساحورع الجنائزي ومعبد الملكة
خنتيكاوس، وكذلك وجد أثار نقش من العصر الإسلامي على هرم الملك "نفر اف
رع" يُعتقد أنه من الفترة العُمرية.
ولا زالت أرض أبوصير تنتظر معول الحفار ليكشف
عن كنوزها المدفونة خصوصا بعد الاكتشافات الحديثة على يد البعثة التشيكية العاملة
بالمنطقة.
ولا تزال جبانة أبوصير مستخدمة كجبانة حتى
الأن لساكني قرية أبوصير على مسافة غير بعيدة من تلك الآثار العظيمة التي تركها
الأجداد، ولعل ذلك يدل على التواصل الحضاري بالموقع، والذي يتجلى في اسم القرية
المشتق من اللغة المصرية القديمة، وكذلك في عادات وتقاليد أهل القرية التي تشبه
إلى حدٍ كبير عادات وتقاليد أجدادهم القدماء على الرغم من مرور كل تلك القرون.
أبوصير موقع تراث عالمي
وقد تم تسجيل أبوصير كجزء من موقع منف وجبانتها على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي في عام ١٩٧٩ مما جعل الاهتمام بالمنطقة أمرا حتمياً، فهل تولى الجهات المسئولة الإهتمام بذلك الكنز المنسي والتراث العظيم الذي يحتاج من يكشف اللثام عن أسراره ويعرضه للجمهورحيث تتمتع أبوصير بالكثير من المقومات للكثير من أنواع السياحة المحتلفة مثل السياحة الثقافية وسياحة السفاري والمغامرة وسياحة التأمل
الآثاري/ عزمي سلامة
علي ارض ابوصير يلتقي الموت والحياه ..... مقاله رائعة دكتور عزمي
ReplyDeleteأحسنت الشرح والإيجاز.
شكرا جزيلا لحضرتك ولمرورك الكريم الجميل
Delete